منتدى الكاتب هاشم برجاق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الكاتب هاشم برجاق

لا اله الا الله محمد رسول الله


    إلى المسافرة

    Admin
    Admin


    المساهمات : 427
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 58
    الموقع : hashem.jordanforum.net

    إلى المسافرة Empty إلى المسافرة

    مُساهمة من طرف Admin الأحد أكتوبر 16, 2011 6:58 am

    إلى المسافرة
    الحاضرة الغائبة

    لو لم تكوني سفني ومرساتي يوماً
    لما كان لي مرفأ ،،، ولا ضفاف
    لو لم تكوني رعدي وبرقي وصيفي وشتائي
    ورحيق برتقالي ولوزي الأخضر ،،، ما كنت بك تورطت
    فعندما أتورط أنا وأعشق ،،، شراييني تتصلب
    فأنا حين أحب ،،، لا يوحد لقلبي جرّاحٌ ،،، بالعالم
    فأنا اليوم أكتب إليكم بالنيابة عن صمتها عن آلاف الشعراء
    الذين قضوا نحبهم على أطراف خصرها
    عن آلاف القصائد
    التي نامت بعيونها
    فأنا أبث لكم وجع آلاف الأحياء ،،، والأموات الذين كتبوا
    لهــــا ،،، الـــ ح والـــ ب

    أنا أسكن هنا ،،، حبيبتي
    بهذا القمقم ،،، وحيداً متخبطاً
    منذ أربعين عاماً ،،، أناجي السماء بكل ليلة علّي أرتاح
    كحل عينيك ،،، ما زال هنا عالق بيدي
    نبيذك كان يعصر هنا
    نارٌ معطرةٌ ملتهبةٌ
    فهل تتحول عيونك الغجرية يوماً ،،، إلى أقداح
    بيتي هنا يبكي عليك يبكي شوقاً ،،، على عطرك الفوّاح
    يداي ترتعش خوفاً ،،، من فقدان خصرك اللّماح
    بخصرك لغةٌ لست أفهمها ،،، صوتي بعدك نيّاح
    تذكرين ياسمينة الحي التي كتبنا عليها أسمائنا
    أسمائنا أزالتها الريح ،،، كانت جزءاً من ثقافتنا
    تيّبست من بعدك ،،، ما عاد عطرها فوّاح
    هنا جذورك أنت ،،، هنا قلبك ،،، هنا طفولتك
    كيف أفصح اليوم بشعري ،،، وهل في العشق إفصاح
    هناك كانت أرجوحتنا ،،، حولتها الريح إلى أشلاء
    كانت هناك لغةٌ مشتركة ،،، ليس بمقدرنا أن ننكرها
    كلماتي اليوم كالأشباح ،،، علّي أحولها إلى أرواح
    تذكرين كم من نساء الحي باعت أساورها
    لأكتب لها قصيدة غزل وأفراح
    وهل أصبح للقصائد ،،، ترباسٌ ومفتاح
    للنساء رائحةٌ فوّاحة ،،، ليس بمقدور رجل مثلي
    إزالتها من دفاتر شعره ،،، من بين الفواصل والألواح

    هربت حبيبتي على حصانها الأسود إلى بلاد بعيدة
    وما زال عطرها عالقٌ على قميصي الأبيض
    فمن يزيل بقعة عطرها اليوم
    لأنام
    وهي ،،، مني ترتاح
    جئتك اليوم يا قمري ممزقاً
    استوحشت من غرفتي ،،، غربتك تجاوزت الأربعة والثلاثين عاماً
    وأنا قابعٌ هنا ،،، منذ خمسة وأربعين عاماً

    أوراقي مبعثرةً على مياه المحيطات
    ما عاد بسمائي ،،، لا نورٌ ولا مصباح
    وبحاري لا ضفاف لهـــــا
    وأنا اليوم أراقب تيارات المياه ،،، علّي أجد بداخلها رسالة منك
    بكت علّي أسماك البحار
    واختلطت دموعي بمياه المستنقعات
    مراكبٌ ،،، موج بحر
    ريحٌ
    شراعٌ
    ممزقٌ
    وما بين مركبٌ ،،، ومركب
    مودعةً ،،، وأخرى ترتاح
    أبحث عنك بكل الأماكن
    تحملت عناء الظن من جميع البحارة
    سئمت الانتظار ،،، وحملت شعري على ظهري
    فأتعبني
    يا ليت شعري يفسر اليوم يفسر اليوم حجم اشتياقي
    هل ستأتي حبيبتي هذا المساء
    أم لا زلت مسافرة
    فبعدك لا تبغٌ ،،، ولا خمرٌ أذكره
    ولا عطرٌ
    ولا نساء
    لا شفاء اليوم من سقمي
    عودي حبيبتي هذا المساء
    فقد أتعبني البقاء

    هاشم برجاق
    الموقع الرسمي للكاتب
    www.hashem.jordanforum.net


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 6:37 pm