رجلٌ بلا قدرٍ

رجلٌ بلا قدرٍ

كيف كنت لأكون ،،، اليوم
وجهك فاجئني كالبرق كالإعصار
لم أكن أعرف بأني سألتقي بك بمنعطفات الدنيا
بعد كل هذه السنين
عشرة أيام أم عشرة أعوام
لا أذكر
كل ما أذكره حبيبتي أني رجلُ
متيمٌ متشوقٌ مفعمٌ مغرمٌ متصوفٌ
لهفتي ودهشتي كانت كالأطفال
كان شوقي بلا حدود
نارٌ معطرةٌ تصهرُ الحديد
كانت تأخذني قدماي إلى هناك
ومقدرٌ لي أن أمشي هناك
تحت شرفة قصرك المسحور
كنت أنتظر حضورك كأرضٍ تيبست تحلم بالأمطار
لتفاجئني الشمس ومن خلفي الانصهار
فكيف لي أن أختار
لو لم تكوني أنت هناك ،،، لما تبددت أحزاني
حررتني من آلامي ،،، وطيفك الحبيب يلبسني
فهل لسجين بالهوى حريةً،،، بعد أن أدميت رجليه بالأغلال
انفعال يلاحق انفعال
حبك يتبعني كظلي كطيور النورس الملازمة للسفن المهاجرة
فكلما حاولت أن أهرب منك سيدتي
تجديني أقترب منك كما الجليد يلاحق النيران
تسارعت دقات قلبي وأصبحت أسمع صهيل مشاعري
منصهرة ملتهبة كالنار
فكيف لي أن أغير بعض قراراتي
وأختار أقداري
فأنا اخترتك أنت عن دون نساء الأرض
لتكوني سيدتي لتكوني معذبتي
وأعلم أني اخترت الإبحار ،،، بخلجان عيونك العميقة
وقذفت روحي للريح لتمضغني
فلا يوجد بعد هذا أي قرار ،،، سوى أنت
فهل تقبلين أن أحرق من خلفي بساتين النخيل التي تفصل بيننا
وأجعل منك ،،، لا لا لا لن أختار
اختاري أنت
فبعد حبك لا يوجد لي أي قرار
فأنا كما قلت لك رجلٌ بدون قدرٌ
فكوني أنت لي قدرٌ

هاشم برجاق
الموقع الرسمي للكاتب
www.hashem.jordanforum.net