إلى ملهمتي الباكية

إلى ملهمتي الباكية

جراحاتي ملهمتي ما عادت تلتئم
لم يتبقى بجسدي المهدود مكاناً للسيوف ولا السهام
تمنيت لقياك في الكرب ما زال شر صدقك ينخر بالعظام
ما عادت راحاتك تحمل هموم رجلاً محزون الفؤاد
ألا ليت شعر يدي يطل عليك من عمق الزحام
تعاهدنا بتقاسم الهموم لكن الدهر لم ينصف بيننا
فأنا الطائر المأسور وأنت الطليقة الباكية
هل لك أن تردي لي روحي الضعيفة
ما عاد عندي صبر جسدي معذبٌ
أيا من كنت كالدمع أسكن مقلتاها
كم كان دمعي في حوادث الليالي غال
أيا من كتبتك فواصلاً بحروفي الخرساء حتى الخلود
أيا من أسكنتك جراحاتي ملهمتى حتى فناء الوجود
أيا من أسرتك بين بسطوري وسال دمعك كالبحور
أيا من كنت جرحاً يبحث عني وأبحث عنه
أيا من كنت دائي ودوائي
أيا من كنت تسافرين كالسيف بين ظنوني وذنوبي وجنوني
ايا من فرشت لك صدري عشباً أخضراً وتلحفت بجفوني
أيا من مضيت هاربة مما سيأتي ناقضةً لعهودك
أيا من كنت كحبات المطر بصحرائي
أيا من كنت منتظرةً رعدي وبرقي
أيا من سال دمعك كذرات الثلج الأسود
نادمةً على ما قد مضى
وأحرقت وعوداً ووروداً وسنابل تدّلت من ثغرك كتبر الذهب
أيا من أشربتك من كلماتي خمراً في كؤوس من أثير
أيا من تتبّعتك كالنسور بين كروم العنب
وتسلقت جبالاً من نور
أيا من تحممتي بعطري المسحور ونمت على صدري المكدود
أيا من كنت إلحادي وظنوني وقلقي وصبري وجنوني
أيا من نامت شفاهها على أبواب أزمنتي باكية
أيا من كان سكناها القلب رافضةً بذخ القصور
هنيئاً لك هذا الرجل المغرور
من رواسب أبي لهب
من عصور الجاهلية
هذا أنا بكل غروري وحماقتي
هنيئاً لك اعتلاء عرش الجنون


هاشم برجاق
الموقع الرسمي للكاتب
www.hashem.jordanforum.net