منتدى الكاتب هاشم برجاق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الكاتب هاشم برجاق

لا اله الا الله محمد رسول الله


    رمضان قبل أربعون عاماً

    Admin
    Admin


    المساهمات : 427
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 58
    الموقع : hashem.jordanforum.net

    رمضان قبل أربعون عاماً Empty رمضان قبل أربعون عاماً

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء أغسطس 03, 2011 8:09 am

    رمضان قبل أربعون عاماً


    لشهر رمضان الفضيل نكهة غير عادية فكأنما أيامه بالسابق غير هذه الأيام.

    سابقاً كان شهر رمضان شهر خير وتسامح ومحبة تكثر فيه الابتهالات والبركات وقراءة القرآن الكريم بدون محطات فضائية ولا ساعات منبه ولا أضوية صينية تحترق بعد يوم أو يومين
    كانت تنام الناس بعد صلاة التراويح بقليل لتتمكن من الصحو على صوت (المسحر) فكان عكاز أبو قاسم يطرق الأبواب قبل الآذان بقليل معلناً قرب صلاة الفجر يتمتم ويقول بصوت منخفض أصحو الفجر تأتون الأجر تفوح منه رائحة التمباك العجمي ومن ثوبه العربي الأصيل تفوح رائحة اللزاب والقيسون والكينا والصنوبر كان الجميع يحضر صلاة الفجر وكان يشكل عدم حضوره تفقده بعد الصلاة عسى المانع خيراً إما مرض وإما لم يصحو على صوت عكاز العم أبو قاسم وبعد الصلاة كانت تتعالى الأصوات بقراءة ما تيسر من آيات من الذكر الحكيم حتى تستطع شمس الصباح يذهبوا الرجال إلى أعمالهم سواء في الحقل أو العسكرية وتباشر النساء أعمالها المنزلية الشاقة أيام ما كانت معظم عائلات الأردن تطهو طعامها على الفحم والقدر من النحاس ثقيل الوزن كان يتم تبييضه يتم كل فترة كانت بعض العائلات ميسورة الحال تزرع الفاكهة والخضار بمزارع خاصة بهم يقومون بتوزيع إنتاجهم على الأقل حظاً والأكثر فقراً كانت الناس سابقاً فقيرة ولكن كانت الدنيا أكثر بركة ولقمة الخير تعم على الجميع فكانت الناس سابقاً قلوبهم على بعض وكانت الناس تشارك بعضها البعض بالطعام فكانت الصحون قبل آذان المغرب تتبدل وتدخل أغلب المنازل فكانت الأطباق عديدة فتكون طبخة البيت ملوخية مثلاً تجد صحن بامية وفاصوليا بالزيت وشوربة عدس وخبز طابون وزيتون أخضر ومخلل خيار كل هذه الأصناف كانت من الجيران عدا صحن الملوخية آه وآه على تلك الأيام عندما كنا نشرب الماء من قُلة الفخار ونشرب الشاي بالستيكينات الذهبية وإبريق النحاس أو التوج على صدر القش قبل آذان المغرب كانت هناك تعليلة رجالية وقصص الأنبياء كان يقوم بسردها الحاج أبو بكر رحمه الله بكل يوم قصة وعبرة كان الرجال يحملون معهم التمر الخروب أحياناً وأكواب الماء وبعض الطعام إلى المسجد لضيوف حضروا للمكان أو لأهل المنطقة نفسها كانوا يفطرون على التمر وتقام صلاة المغرب ومن ثم يذهبون بيوتهم برائحة المسك ثيابهم تفوح رائحة الطعام من البيوت القريبة وتسمع همسات النساء من وراء المشربيات ودرس ديني للحاجة أم سعود بعد الانتهاء من تنظيف الأواني ببيتنا القديم كان يطلق مدفع رمضان من جبل القلعة معلناً الإفطار وفي عدة مناطق من ثرى الأردن الغالي كان هذا الشهر غاية بالهدوء وغاية بالتسامح بدون تكنولوجيا ولا حاسوب كانت الناس أطيب وأصدق تقوم بواجباتها ولو بكيلو سكر أو رز أو كيلو فواكه بدون منغصات هذه الأيام من نميمة وعدم حشمة وقلة الخوف من الله عز وجل وعدم احترام حرمة شهر رمضان كان شراب التمر هندي والخروب يصنع بالمنازل وأذكر حنفية الماء التي كانت تنقط على شاش الأبيض الذي بداخله السوس أو الخروب أحيانا نكهة رمضان سابقا كانت أجمل وأنقى ليت رمضان الماضي يعود لتستقيم حياتنا وتزداد نقاء ،،،ونسترجع الخلق ومخافة الله.
    رمضان هذه الأيام لا شأن له برمضان الماضي يكاد يكون عكسه تماماً ثياب غريبة الفاحشة على قارعة الطريق الإفطار علناً السرعة القاتلة بالمركبات قبل الإفطار والاختناقات المرورية وقدح وذم الناس علناً على مرأى ومسمع الجميع والجهر بالكفر ولعب الورق والنرجيلة أساس عند البعض والتسكع بالكافيهات الممتدة على شوارع العاصمة للسحور وربما لبزوغ الشمس بدون أعمال ولا أشغال وقضاء اليوم بالنوم يتم صحيانهم عند آذان المغرب وغيرها من المفارقات الغريبة.

    بصراحة رمضان سابقاً أروع وأنقى ونكهته تكاد تكون لا مثيل لها ولن أنسى نكهة أيام رمضان سابقاً ما حييت أين نحن من رمضان أيام زمان.
    بصراحة اشتقت إلى مدفع رمضان ولو لمرة واحدة.

    هاشم برجاق
    الموقع الرسمي للكاتب
    www.hashem.jordanforum.net

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 03, 2024 2:11 am