نوبة جنــــــــون
من ثمانية وسبعون عاماً ،،، وأنا يمارس على جسدي
الشعوذة ، والســـــحر، والجنون
وعندما جاء عصرك الميمون ،،، بدأت من نقطة الصفر
فبدأ البحث عن المجنون
تبحثين عني اليوم بكل الموانئ المستعمرة
ماذا تفعلين هنا ،،، أتبحثين عني أن
فالمفصوم ليس ،،، أنا
مجنونك مرّ من هنا ،،، ولكنه فعلاً ليس أنا
فأنا أشبهه بالصور ،،، أشبهه عندما يتوتر ويصبح مشرذمٌ
محطمٌ ، متواطئٌ ، على جميع الكلمات والصور
أشابهه بتطرفه بتصوفه بأحزانه بحبه بتغطرسه باستبداده
هل تسمعين أنين أحزاني
يا من تبحثين عني بمراكبك التائهة
قبطانك مات منذ أعوام وبوصلته قذفت بعمق البحار
ولقمها الحوت ،،، ومضغت على شعري من يومها بأسناني
لن تعثري على مجنونك فأنا شبحهُ ،،، بالعين لا يرى
فأنا الآن يا سيدتي ،،، ظلال رجل مزقته الأزمان
فكنت قبلها لغة لم تكتب،،، موسيقى لم تعزف
لا ببغداد ،،، ولا أصفهان
وطنٌ كنت أنا ،،، بلا حدود ولا أسوار ولا عنوان
فأي مجنون أنا ،،، وعمن تبحثين صغيرتي
شاخ مني العمر ،،، شعر صدري أصبح كالعشب اليابس
لا تتورطي برجل ،،، يعشق الجنون
فيغرقك ،،، بأحــــــزانه
ما ضرّني الآن سلخ جلدي عن عظمي ،،، فأنا ميت منذ أزمان
وأشباه إنسان
لا دفئ عندي اليوم ،،، ولا أشجار أحطّبها
لوحة مهمشّة ضاعت مني ألواني
ضاع مني سيفي وترساني ومات حصاني
لا تبحثين هنا ،،، ثمارك لست أدنوها ،،، خارج إمكانياتي وسطوتي
رحم الله ذلك الزمان
إعذري ضعفي اليوم ،،، فما عدت قادر على تقديم عنوان يرسم مستوى أحزاني
ما عدت قادرٌ على رسم عصفور يطارح الغرام على شجرة البيلسان
وأصبحت أناملي مشلولة ،،، عاجزة عن كتابة اسمي وعنواني
لي تقرئي لي قصائدي القديمة ،،، ما عدت أطيق سماعها
فما عدت أذكر شعري ،،، وأشك بأني أنا الذي كتب هذه الكلمات
وهذه التفاهات والمهاترات والخزعبلات
قد أحرقت مكتبتي ،،، منذ أيام العبودية
وانتقمت من جميع دفاتري وأقلامي
مشاعري صدأت كالأسيد الذي ألقي على حديد
فعلى أي مجنون تبحثين ،،، وعلى أي قصيدة وقعت عليها عيونك الجميلة
اليوم سيدتي،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لا زرع بأرضي ،،، ولا ماء تصلني
مراكبي غرقت منذ أعوام ،،، لا يوجد شاطئ بالدنيا
الا وقرأ شعري وأحزاني ،،، وشاهدوها على هالةُ الشمس
على شواطئ الرمل البيضاء
لا ورقٌ اليوم ولا أقلامٌ
تمزقت أشرعتي ،،، والريح بدأت تعوي
اذهبي اليوم واتركيني ألملم الليل ،،، نافذتي تهشّمت
ولا يوجد عندي ما أقدمه لك اليوم
فما عاد صهيل رجولتي يستفز ،،، لا من شقراء ولا من سمراء
ولا عيون تعذبني
ولا حب يعصرني
فالحب أوسمة على صدري ،،، كانت برّاقة
ألقيتها اليوم بشواطئ الآلآم ،،، واستقلت من جميع المناصب
وأصبحت عاطلٌ عن مهنة الشعر والكتابة
فالشعر عندي كان ،،،كثقب اللؤلؤ من أيدي الغجر
باتقان واتزان
ما عدت أكتب الاباحيات ،،، ضاعت مني شراسة الكلمات
على أي مجنون تبحثين
سقطت جميع أوسمتي على عينيك
وبطولاتي وتيجاني
ماذا أسقيك زائرتي الليلة،،، فلا نارٌ أوقدها
ولا نبيذٌ أعصرهُ
ضاعت مني الليلة نون التأنيث ،،، وتساقط مني ورق اللوز الأخضر
فأنا عندما يأتي نيسان ،،، تتبدل ألواني
فلا تأتي هنا صغيرتي مرة أخرى
فالمجنون ليس أنا ،،،وإنما
هي أحزانـــــــي
هاشم برجاق
الموقع الرسمي للكاتب
WWW.HASHEM.JORDANFORUM.NET
من ثمانية وسبعون عاماً ،،، وأنا يمارس على جسدي
الشعوذة ، والســـــحر، والجنون
وعندما جاء عصرك الميمون ،،، بدأت من نقطة الصفر
فبدأ البحث عن المجنون
تبحثين عني اليوم بكل الموانئ المستعمرة
ماذا تفعلين هنا ،،، أتبحثين عني أن
فالمفصوم ليس ،،، أنا
مجنونك مرّ من هنا ،،، ولكنه فعلاً ليس أنا
فأنا أشبهه بالصور ،،، أشبهه عندما يتوتر ويصبح مشرذمٌ
محطمٌ ، متواطئٌ ، على جميع الكلمات والصور
أشابهه بتطرفه بتصوفه بأحزانه بحبه بتغطرسه باستبداده
هل تسمعين أنين أحزاني
يا من تبحثين عني بمراكبك التائهة
قبطانك مات منذ أعوام وبوصلته قذفت بعمق البحار
ولقمها الحوت ،،، ومضغت على شعري من يومها بأسناني
لن تعثري على مجنونك فأنا شبحهُ ،،، بالعين لا يرى
فأنا الآن يا سيدتي ،،، ظلال رجل مزقته الأزمان
فكنت قبلها لغة لم تكتب،،، موسيقى لم تعزف
لا ببغداد ،،، ولا أصفهان
وطنٌ كنت أنا ،،، بلا حدود ولا أسوار ولا عنوان
فأي مجنون أنا ،،، وعمن تبحثين صغيرتي
شاخ مني العمر ،،، شعر صدري أصبح كالعشب اليابس
لا تتورطي برجل ،،، يعشق الجنون
فيغرقك ،،، بأحــــــزانه
ما ضرّني الآن سلخ جلدي عن عظمي ،،، فأنا ميت منذ أزمان
وأشباه إنسان
لا دفئ عندي اليوم ،،، ولا أشجار أحطّبها
لوحة مهمشّة ضاعت مني ألواني
ضاع مني سيفي وترساني ومات حصاني
لا تبحثين هنا ،،، ثمارك لست أدنوها ،،، خارج إمكانياتي وسطوتي
رحم الله ذلك الزمان
إعذري ضعفي اليوم ،،، فما عدت قادر على تقديم عنوان يرسم مستوى أحزاني
ما عدت قادرٌ على رسم عصفور يطارح الغرام على شجرة البيلسان
وأصبحت أناملي مشلولة ،،، عاجزة عن كتابة اسمي وعنواني
لي تقرئي لي قصائدي القديمة ،،، ما عدت أطيق سماعها
فما عدت أذكر شعري ،،، وأشك بأني أنا الذي كتب هذه الكلمات
وهذه التفاهات والمهاترات والخزعبلات
قد أحرقت مكتبتي ،،، منذ أيام العبودية
وانتقمت من جميع دفاتري وأقلامي
مشاعري صدأت كالأسيد الذي ألقي على حديد
فعلى أي مجنون تبحثين ،،، وعلى أي قصيدة وقعت عليها عيونك الجميلة
اليوم سيدتي،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لا زرع بأرضي ،،، ولا ماء تصلني
مراكبي غرقت منذ أعوام ،،، لا يوجد شاطئ بالدنيا
الا وقرأ شعري وأحزاني ،،، وشاهدوها على هالةُ الشمس
على شواطئ الرمل البيضاء
لا ورقٌ اليوم ولا أقلامٌ
تمزقت أشرعتي ،،، والريح بدأت تعوي
اذهبي اليوم واتركيني ألملم الليل ،،، نافذتي تهشّمت
ولا يوجد عندي ما أقدمه لك اليوم
فما عاد صهيل رجولتي يستفز ،،، لا من شقراء ولا من سمراء
ولا عيون تعذبني
ولا حب يعصرني
فالحب أوسمة على صدري ،،، كانت برّاقة
ألقيتها اليوم بشواطئ الآلآم ،،، واستقلت من جميع المناصب
وأصبحت عاطلٌ عن مهنة الشعر والكتابة
فالشعر عندي كان ،،،كثقب اللؤلؤ من أيدي الغجر
باتقان واتزان
ما عدت أكتب الاباحيات ،،، ضاعت مني شراسة الكلمات
على أي مجنون تبحثين
سقطت جميع أوسمتي على عينيك
وبطولاتي وتيجاني
ماذا أسقيك زائرتي الليلة،،، فلا نارٌ أوقدها
ولا نبيذٌ أعصرهُ
ضاعت مني الليلة نون التأنيث ،،، وتساقط مني ورق اللوز الأخضر
فأنا عندما يأتي نيسان ،،، تتبدل ألواني
فلا تأتي هنا صغيرتي مرة أخرى
فالمجنون ليس أنا ،،،وإنما
هي أحزانـــــــي
هاشم برجاق
الموقع الرسمي للكاتب
WWW.HASHEM.JORDANFORUM.NET
