منتدى الكاتب هاشم برجاق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الكاتب هاشم برجاق

لا اله الا الله محمد رسول الله


    يوميات طفران بشهر رمضان

    Admin
    Admin


    المساهمات : 427
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 58
    الموقع : hashem.jordanforum.net

    يوميات طفران بشهر رمضان Empty يوميات طفران بشهر رمضان

    مُساهمة من طرف Admin السبت نوفمبر 13, 2010 9:30 pm

    يوميات طفران بشهر رمضان

    بداية كل عام وأنتم بألف خير ورمضان كريم.
    سأقص عليكم الآن يومياتي المفترضة لهذا الشهر الفضيل من واقع حياتنا وبظل الظروف المادية الصعبة وحالة الطقس المتوقعة لهذه الفترة الزمنية ولهذا الشهر العظيم من حسنات ومفارقات طريفة.
    أعلنوا اليوم رؤية هلال شهر رمضان وبأن أول أيام الشهر الفضيل سيكون غدا وبدأت الابتسامة الممزوجة بالدمعة تظهر على وجهي فكنت سعيدا لهذا اليوم الرائع... شهر رمضان نعمة الفقير وجحيم المبذرين.
    وحابب أخبركم إني مديون من هذه الساعة لدار أخوي بمبلغ مائتين وخمسون دينار تحضيرا.للولائم الرمضانية.
    بدأت بالبحث عن الفانوس السحري الرمضاني وهلال رمضان الذي يضيء شبابيك الناس هذه الأيام بخزانتي الخشبية المتعفنة وبدأت (أم عفاش ) بتسجيل قائمة الطلبات لأول أيام الشهر الفضيل وهي بغاية الأهمية:
    برغم طفري وافقت على بعض الطلبات الضرورية لشدة حاجتي الملحة.
    في اليوم الأول من رمضان ذهبت للدوام شبه نائم وشفاهي ملتصقة ببعضها البعض وعيوني ملتصقة من شدة النعاس وصلت مكتبي الآن وقمت بطباعة ورقة ووضعتها على باب مكتبي تقول. (صائم يرجى عدم الإزعاج) الموظف صايم وعايف حاله(اختصر)
    لم أكن استطيع متابعة العمل كما يجب ولم يكن عندي قدرة لمواجهة المراجعين والحديث معهم.
    وبدأت بالنوم إلا إرادي وكل مرة ينزل بها رأسي على المكتب أكابر وأعمل نفسي بفتح ورقة وبحاول أطبع أي شغلة على الكمبيوتر بصراحة اكثر اذا ما طلع صوت الكبسات زملائي كمان بناموا.
    وما صدقت وأذن الشيخ لصلاة الظهر بعد ما توضأت شعرت بتحسن وصحصحت شوي وكان الدوام بنتهي عندي بعد صلاة الظهر مباشرة .وما صدقت على الله وانتهى اليوم الأول وغادرت المكتب الآن.
    ويا خوفي من الأزمة المرورية المعتادة ويا سبحان الله وكأني عارف شو عم بصير فكانت الأزمة نوعا ما (خانقة) والناس لا تبتسم لرغيف الخبز ولا حتى لحبة القطايف.
    فكانت الزوامير استفزازية في بعض الأحيان والناس لا يوجد عندها صبر وحرارة الجو حدث ولا حرج
    عرقي واصل الأرضية وبفكر بالوصول وعلى السرير أتشقلب وأنام وأصحو عند الآذان.
    جاءني اتصال الآن من (الليدي أم عفاش) وبدأت بطلباتها التعجيزية وكأنها صايمة دهر والأشياء التي لم نكن نأكلها أصبحت أشهى أكلاتنا وبهذه اللحظات وأنا بجادل الليدي أم عفاش وبشوبر بأيدي سمعت صراخ شديد من سائق تاكسي يقول(خلصنا يا أخي وقت تلفونات) وبدأت الأيدي تلوح بإشارات غير حضارية وبعصبية كنت أقول (صايم وعايف حالي) والله مش شايف الفضاء.
    وانتهى الاتصال وكتبت على أيدي أغراض أم عفاش وطلبات قرودها .
    ووصلت الآن لسوق الخضار لشراء بعض الخضار وكأنهم فتحوا أبواب جهنم وكانت الأسعار تلهب الأيدي والله وقلصت الكمية لتوفير أكبر مبلغ ممكن لبقية الشهر وكان منظر الناس وكأنهم محرومين من الأكل لمدة طويلة فكانت الناس تشتري الضروري والغير الضروري.وهذا الشيء طبيعي وفطري.
    فالصائم يشتهي بعض أكلات ويشتم روائح كان يحبها وهذا هو تهذيب النفس البشرية بالامتناع والصبر.
    بدأت أنظر للتسعيرة وأقارنها قبل ثلاثة أيام فقط فكانت غير منطقية فالغلاء أصبح ثلاثة أضعاف فهل يعقل بأن يصبح كيلوا الخيار الحجم الكبير جدا (دينار) والله حرام وكيلوا البند وره المفغصة بستين قرش
    وضمة النعنع والبقدونس الذبلانين بخمسة وثلاثين قرشا وباليوم الأول كانت كلمتي الأولى والأخيرة
    (حسبي الله ونعم الوكيل) التاجر يقول من المزارع..... والمزارع يقول من من تاجر الجملة
    والله أعلم من المسئول وهل التصدير لدول الجوار أحق من المواطن ولماذا يبقوا لنا فقط (البرارة)
    واشتريت من كل غرض بدل الثلاثة كيلوا قلصت الكمية لكيلوا واحد فقط وللضرورة أحكام (مكره أخاك)
    ولا بطل ولا بصل وهو الواحد قادر حتى يوصل لبسطة البصل.
    وحان دور بعض التمور المحلية وكانت أسعارها تصنف كالذهب وكل نوع له عيار معين وزبون معين
    وكان تصنيفها غريب عجيب يجوز لأني لست دائم بأكل التمور ولا أعرف جميع الأصناف إلا برمضان ولمحت ( القطا يف) ولمحت التسعيرة الجديدة لهذه الحلوى الشهية التي اعتدنا أكلها بهذا الموسم فقط وكان سعرها لا يطاق والجبنه البيضاء سعرها مرتفع أيضا وأين المفر من الزوجة والأولاد الذين ينتظرون القطا يف (مكره أخاك وطفران وعايف حالي) اشتريت القطا يف على مضض(نصف كيلو) وعرقي واصل رجلي وأنا أحمل كل هذه الكمية من الأغراض وبدأت الأزمة الخانقة وبدأت الناس تفقد صبرها ووصلت سيارتي الكرتونية ووجدت بسطة فواكه عليها. واحتلال الصندوق الخلفي للسيارة وغضب البائع جدا عند معرفته بأنها سيارتي وبأني سأحرك سيارتي من مكانها وقلت بعقلي (اللهم إني صائم) ووصلت المنزل بصعوبة بالغة وقدت سيارتي كما أقود عرباية نفايات متنقلة بهدف الوصول. وكأنهم جلدوني على ظهري ألف جلدة من شدة تعبي ودرجة الحرارة كانت قاتله وكانوا أولادي المحترمين يراقبوني بنواظير ويسلطوا المراية على عيوني
    قال ليش عشان( ينا غشوني) وبدئوا بالهبوط الاضطراري من السطح لأخذ الأغراض من بين أيدي (الله يرضى عليهم) مع انهم عصابة إرهابية بس يساعدوا.
    وما أن وصلت المنزل انهارت كل قواي وكنت أتمنى النوم والراحة ( وجاي) (عبالي حبيبي) ل اليسا ( سيجارة وفنجان قهوة) ولكن أم عفاش كانت لا بل أصرت بعملي وجبة (الفتوش) اللذيذة التي تعودت عملها بكل رمضان وبصراحة أكثر خايف على البندورة والخيار وخوفي من زعل أم عفاش أكثر بدأت بعمل الفتوش وبهذه الأثناء بدأت التلفونات تنهال علينا من أهلها ونسوان اخوتها والسؤال المعهود (شو طابخين) تعالوا وجيبوا أكلكم وبنفطر فطور جماعي(عشان ياخذوا بقية الأكل طبعا) طبعا ما رحنا
    وطبعا أم عفاش ما بتعرف توكل بدون الشوربة اليومية وصحن الحمص الإجباري والمخلل والزيتون والجرجير فكانت عدد الصحون الموجودة على الأرض أكثر من عدد أفراد أسرتي بثلاث مرات لماذا لا أعرف وقبل الأذان بساعة تقريبا أحضرت أم عفاش الورقة والقلم وبدأت باختيار الأيام وأهلها طبعا قبل أهلي على عزيمة رمضان وبدأت باختيار الطبخات الدسمة والمنسف لأهلها وإخوانها وصواني الدجاج والكفته لأهلي . وطبعا هون قبعت معي وأقسمت يمين لنوكل فول وحمص لآخر رمضان طبعا أنا الكسبان ومش ناوي أعزم نسايبي من شدة الطفر وبصراحة عدد قرودهم يربك أعصابي.
    (حسبي الله ونعم الوكيل) وبعد هذه التحضيرات واختيار الأكلات (انقلب مزاجي) وكان نفسي بقذف صحن الفتوش على رأسها ولكن تذكرت بأني صائم .
    وتم حجز التلفاز من قبل أم عفاش وأولادها لمشاهدة باب الحارة ومسلسلات مصرية وفوازير رمضانية
    وصبايا وأبو جانتي سواق التاكسي و(زهرة)طبعا
    وما كانت لي حيلة سوى (صلاة التراويح) للتخلص منها ومن أولادها واقتربت ساعة الصفر وأنا أنظر لمنظر وجهها ووجه أولادي وكأنهم قدموا من المجاعة الصومالية وكنت حزين أكثر على منظر الدجاجة وماذا سيحل بها (وشمرت عن أيديها) وقامت بفسخ الدجاجة نصفين مع سماعها الآذان فارتعبت من هذا المنظر لقوتها بتقطيع الدجاج وما شاء الله قامت بمسح السفرة بعشرة دقائق ولم تستطيع النهوض لعمل فنجان قهوة وبنفس الوقت تقول لي شو حابين (تتسحروا الليلة) الله لا يعطيها عافية على هل معدة اللي عندها.
    فهل وجد رمضان لملئ البطون ونسيان الهدف الرئيسي لهذا الشهر الفضيل وما له من معاني طيبة بالشعور مع الفقير وباختصار الطعام وعدد الوجبات اليومية وتقليص العزائم الغير ضرورية والشراء الغير مبرر لعدد كبير من الحلوى واللحم والدجاج والبعد عن السلع الغالية لتمكن الفقير من شرائها وبإطعام فقراء الحي إن وجد وعدم إلقاء باقي الأكل بالنفايات.
    لنعمل على تغيير بعض هذه العادات ونتمسك بالجوهر الرئيسي لهذا الشهر الفضيل بقراءة القران الكريم وبالاستغفار قدر الإمكان ومعاملة الناس بالحسنى ونضرب الأمثال بصيامنا كما كانوا الصحابة رضوان الله عليهم يتباهون بشهر رمضان بالصيف وتخيلوا إمكانياتهم بذلك الزمان بدون رفاهية ولا مكيفات ولا سيارات
    أما أن الأوان لتغيير بعض هذه العادات ونعمل على إيجاد كل السبل لعمل القطا يف في المنزل وبعض الوجبات كالحمص والفول وكثير من الوجبات الرمضانية في المنزل وطريقة التحضير موجودة بكل مكان
    لنعمل جاهدا على إيجاد طريقة حضارية لتغيير معنى رمضان وليكن رمضان فعلا رمضان وليس شهر للتبذير ولا لملئ البطون فقط ولنريح أمعائنا .. وليس للديون وهل تبقى شيء لملابس العيد أشك بأن هذا العيد سنتمكن من شراء ملابس.
    بظل الظروف الاقتصادية التي نمر بها وبهذا الغلاء الفاحش من بعض التجار وقرب المدارس أصبحت
    أشعر بأننا نواجه أزمة مالية عنيفة وفي الواقع لا أحد يعذر الكل يريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد.
    والله المستعان.

    هاشم برجاق
    13-8-2010


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 7:50 pm