صرخة لأب مكلوم
قبل اثني عشر عاما رزقنا الله بتوأم بنات يشابهن الملائكة بجمالهم ورائحتهم وبراءتهم.
ولكنهم حضروا للدنيا قبل موعد الولادة الطبيعية بأسبوعين ووضعوهم بالخداع لفترة وجيزة لإكمال المدة
وطلبوا مني إحضار وحدات دم فقمت بإحضارهم من بنك الدم ولكن الطبيب المعالج طمأنني بأنهم ليسوا بحاجة لتغيير الدم بالوقت الحالي.
ولكن يا لفرحتي التي لم تكتمل من اليوم الثاني بلغوني بالمستشفى بأنهم يعانون من ارتفاع الاصفرار بالدم (الجوندز) وكانت النسبة على ما أذكر 20% وأكد الدكتور المعالج لا داعي للقلق.
والمصيبة الكبرى حلت على قلب والدتها الثكلى. التي لم تفرح بعد على ولادتهن وقبل حتى إرضاعهن فقد تتضرر العصب السمعي لدرجة كبيرة مما أفقدهم حاسة السمع لفترة طويلة ما افقد عقل الوالدين بتأكيد الدكتور المعالج ..وعدم إكماله علاجهم... فذهبنا لدكتور إنسان من امهر اطباء الأردن والوطن العربي رحمه الله فهو الآن بذمة الله.
فطمئنني رحمه الله وقال لي يوجد إمكانية للعلاج بإذن الله ولكن سيأخذ بعض الوقت.
ووصف لي علاج قد أحضره لي والدي من ألمانيا بسعر مرتفع لمدة ستة شهور متتالية.
وضيق الحال أفقدني صوابي ولم أرى الفرح ولا الابتسام وضاق صدري ونفذ صبري. وما من حيلة ولا حتى وسيلة لاجتياز هذه المحنة فقد تعفنت مشاعري وتقلصت نبضات قلبي ولم يعد لي أفراح ولا ضحكات فكنت أتمنى أن أروي لهم بعض قصص الأطفال ولكن لا يوجد حاسة سمع.
أشاهدهم كل يوم وهم يلعبون وهم يرقصون ولكنهم للأسف لغاية الآن لا يسمعون
ولم يسمع أحد نداءاتي ولا رجاءاتي ولم يتبقى معي شيئا إلا وقدمته لاسترجاع ما فقد مني فهم سرقوا مني فرحتي وحرموني من مهجتي وحرموني حتى سماع كلمة( بابا و ماما )
ويا لصعقتي عند سماعي بثمن (القوقعة) فكانت التكلفة للفتاة الواحدة ثمنها 45 ألف دولار وأنا عندي من البنات اثنتين وأين المفر. هم الآن يستخدمون سماعة ولا أحبب القوقعة.
ألا يوجد ثمن لدموع الوالدين وهل هذا سهل لأي أب ولأي أم .
وبعد الفحص الدقيق تبين أن العصب السمعي قد تضرر أكثر من السابق وتم الفحص السمعي وفحص الذكاء لهم وكانت (لين تعاني أيضا من حالة من عدم الاستقرار برقبتها أيضا وهذا ما زاد جنوني وتعنتي وفكرت بلحظة من لحظات غضبي بالاعتزال عن جميع الناس حتى من نفسي.
(سيرين & لين) ذلك التوأم العجيب والرائع أدمعوا عيوني بكل ليلة وأنا أنظر لطفلتين لا ذنب لهم
أقبل أياديهم وأرجلهم وأقول لهم سامحوني يا أبي ولكني حاولت بكل إمكانياتي وهل يجدوا رحمة من المجتمع وهل سيلتحقون بمثيلاتهم من البنات ويشاركوا بقية الأطفال نشاطاتهم. لا أعرف إلى متى والى أين سأنتهي فالعمر يمضي كسحابة صيف عابرة وخوفي على مستقبلهم
أطلب من الله العلي القدير أن لا يتذوق طعم الحرمان والمعاناة أي بشر بمثل معاناتي.
ولدوا سليمتين وبخطأ طبي كان ممكن تداركه أوجدوا لي ولوالدتها المعاناة الأزلية والحزن الشديد
فهم الآن بمدرسة خاصة للصم والبكم يتعلمون العلوم ويسابقون الزمن ولكن هناك معلمة كانت تثقل على (لين) الأحكام ودوما شاكية لا تريدها بالمدرسة بحجة اهتزاز رقبتها وعدم تركيزها بالشكل الصحيح ...ماذا أفعل لكل من هم حولي أخاف أكثر من فقدان صبري حتى باص المدرسة لا يقوم بإيصالهم بالشكل المطلوب بحجة بعد المنزل.
أتمنى أن يكون كلامي هذا قد وصل المسئولين بوزارة التربية والتعليم لمساعدتي على إكمال مسيرتي الأبوية وحصولهم على الشهادة الجامعية مثلهم مثل غيرهم.
رحماكم يا مدرسين ومدرسات فهم أطفال وعليكم إتمام رسالتكم التربوية ولكم أجركم من الله
فلا يوجد سوى حافلتين بكل المدرسة فهل باعتقادكم أنه كافي لمثل ذلك العدد الكبير من الطلاب.
أخيرا أقول لكل من تسبب بقتلي ومعاناتي(حسبي الله ونعم الوكيل) لا يوجد عندي حيلة لمقاضاته أشكوا همي فقط لله جل جلاله وأقول يجب إيجاد السبل والحلول لكل هذه الأخطاء الطبية القاتلة.
(سيرين & لين) طالبتين اليوم بمدرسة الأمل للصم والبكم بجبل اللويبده وتجاوزوا الثانية عشر من العمر أتمنى مساعدتهم لإكمال دراستهم فقط ولي الله ورحمة ربي واسعة.
هاشم برجاق
4-8-2010
قبل اثني عشر عاما رزقنا الله بتوأم بنات يشابهن الملائكة بجمالهم ورائحتهم وبراءتهم.
ولكنهم حضروا للدنيا قبل موعد الولادة الطبيعية بأسبوعين ووضعوهم بالخداع لفترة وجيزة لإكمال المدة
وطلبوا مني إحضار وحدات دم فقمت بإحضارهم من بنك الدم ولكن الطبيب المعالج طمأنني بأنهم ليسوا بحاجة لتغيير الدم بالوقت الحالي.
ولكن يا لفرحتي التي لم تكتمل من اليوم الثاني بلغوني بالمستشفى بأنهم يعانون من ارتفاع الاصفرار بالدم (الجوندز) وكانت النسبة على ما أذكر 20% وأكد الدكتور المعالج لا داعي للقلق.
والمصيبة الكبرى حلت على قلب والدتها الثكلى. التي لم تفرح بعد على ولادتهن وقبل حتى إرضاعهن فقد تتضرر العصب السمعي لدرجة كبيرة مما أفقدهم حاسة السمع لفترة طويلة ما افقد عقل الوالدين بتأكيد الدكتور المعالج ..وعدم إكماله علاجهم... فذهبنا لدكتور إنسان من امهر اطباء الأردن والوطن العربي رحمه الله فهو الآن بذمة الله.
فطمئنني رحمه الله وقال لي يوجد إمكانية للعلاج بإذن الله ولكن سيأخذ بعض الوقت.
ووصف لي علاج قد أحضره لي والدي من ألمانيا بسعر مرتفع لمدة ستة شهور متتالية.
وضيق الحال أفقدني صوابي ولم أرى الفرح ولا الابتسام وضاق صدري ونفذ صبري. وما من حيلة ولا حتى وسيلة لاجتياز هذه المحنة فقد تعفنت مشاعري وتقلصت نبضات قلبي ولم يعد لي أفراح ولا ضحكات فكنت أتمنى أن أروي لهم بعض قصص الأطفال ولكن لا يوجد حاسة سمع.
أشاهدهم كل يوم وهم يلعبون وهم يرقصون ولكنهم للأسف لغاية الآن لا يسمعون
ولم يسمع أحد نداءاتي ولا رجاءاتي ولم يتبقى معي شيئا إلا وقدمته لاسترجاع ما فقد مني فهم سرقوا مني فرحتي وحرموني من مهجتي وحرموني حتى سماع كلمة( بابا و ماما )
ويا لصعقتي عند سماعي بثمن (القوقعة) فكانت التكلفة للفتاة الواحدة ثمنها 45 ألف دولار وأنا عندي من البنات اثنتين وأين المفر. هم الآن يستخدمون سماعة ولا أحبب القوقعة.
ألا يوجد ثمن لدموع الوالدين وهل هذا سهل لأي أب ولأي أم .
وبعد الفحص الدقيق تبين أن العصب السمعي قد تضرر أكثر من السابق وتم الفحص السمعي وفحص الذكاء لهم وكانت (لين تعاني أيضا من حالة من عدم الاستقرار برقبتها أيضا وهذا ما زاد جنوني وتعنتي وفكرت بلحظة من لحظات غضبي بالاعتزال عن جميع الناس حتى من نفسي.
(سيرين & لين) ذلك التوأم العجيب والرائع أدمعوا عيوني بكل ليلة وأنا أنظر لطفلتين لا ذنب لهم
أقبل أياديهم وأرجلهم وأقول لهم سامحوني يا أبي ولكني حاولت بكل إمكانياتي وهل يجدوا رحمة من المجتمع وهل سيلتحقون بمثيلاتهم من البنات ويشاركوا بقية الأطفال نشاطاتهم. لا أعرف إلى متى والى أين سأنتهي فالعمر يمضي كسحابة صيف عابرة وخوفي على مستقبلهم
أطلب من الله العلي القدير أن لا يتذوق طعم الحرمان والمعاناة أي بشر بمثل معاناتي.
ولدوا سليمتين وبخطأ طبي كان ممكن تداركه أوجدوا لي ولوالدتها المعاناة الأزلية والحزن الشديد
فهم الآن بمدرسة خاصة للصم والبكم يتعلمون العلوم ويسابقون الزمن ولكن هناك معلمة كانت تثقل على (لين) الأحكام ودوما شاكية لا تريدها بالمدرسة بحجة اهتزاز رقبتها وعدم تركيزها بالشكل الصحيح ...ماذا أفعل لكل من هم حولي أخاف أكثر من فقدان صبري حتى باص المدرسة لا يقوم بإيصالهم بالشكل المطلوب بحجة بعد المنزل.
أتمنى أن يكون كلامي هذا قد وصل المسئولين بوزارة التربية والتعليم لمساعدتي على إكمال مسيرتي الأبوية وحصولهم على الشهادة الجامعية مثلهم مثل غيرهم.
رحماكم يا مدرسين ومدرسات فهم أطفال وعليكم إتمام رسالتكم التربوية ولكم أجركم من الله
فلا يوجد سوى حافلتين بكل المدرسة فهل باعتقادكم أنه كافي لمثل ذلك العدد الكبير من الطلاب.
أخيرا أقول لكل من تسبب بقتلي ومعاناتي(حسبي الله ونعم الوكيل) لا يوجد عندي حيلة لمقاضاته أشكوا همي فقط لله جل جلاله وأقول يجب إيجاد السبل والحلول لكل هذه الأخطاء الطبية القاتلة.
(سيرين & لين) طالبتين اليوم بمدرسة الأمل للصم والبكم بجبل اللويبده وتجاوزوا الثانية عشر من العمر أتمنى مساعدتهم لإكمال دراستهم فقط ولي الله ورحمة ربي واسعة.
هاشم برجاق
4-8-2010
