منتدى الكاتب هاشم برجاق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الكاتب هاشم برجاق

لا اله الا الله محمد رسول الله


    رحلة العمرة- تجارة أم عبادة أم استعباد

    Admin
    Admin


    المساهمات : 427
    تاريخ التسجيل : 09/11/2010
    العمر : 58
    الموقع : hashem.jordanforum.net

    رحلة العمرة- تجارة أم عبادة أم استعباد Empty رحلة العمرة- تجارة أم عبادة أم استعباد

    مُساهمة من طرف Admin السبت نوفمبر 13, 2010 11:49 pm

    رحلة العمرة- تجارة أم عبادة أم استعباد

    شكوى لسماحة:الدكتور عبد السلام ألعبادي وزير الأوقاف الأكرم.
    لقد من الله سبحانه وتعالى علينا بزيارة الديار الحجازية المقدسة وأنعم علينا بزيارة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصاحبه أبو بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب وعلي كرم الله وجهه رضي الله عنهما وأرضاهما.
    بعض مكاتب السياحة جعلت هذه الزيارة رحلة عمر لا تنسى، والبعض الآخر جعلها جحيما لا ينسى، في حالتي هذه كانت الثانية،،، وسأخوض معكم التفاصيل بدون زيادة أو نقصان.
    بعض شركات العمرة والحج والسياحة يتاجرون بأرواحنا وأجسادنا وأعصابنا وأموالنا وممتلكاتنا ووقتنا
    لم أكن أعلم بأن الدنيا أصبحت مال واستغلال لهذه الدرجة فقلوبهم أصبحت أكثر سوادا من جبل البركان الأسود.
    عرف المرشد بنفسه، وقرأ علينا دعاء السفر ، والذي ألحقه بخطاب بسيط يصف به الرحلة، بعلومكم أن السفر هو قطعة من العذاب، وأن على المسافر أن يتحمله ليأجر على ذلك فإذا حصل عطل أو تأخير فعلى المسافر أن يحمد الله فالأهم وصولنا بالسلامة.لم يعلم المسافرين،أن المكتب هو من يصنع العذاب هذا ومن يوقد النار عليه،فإليكم ما حدث.
    شركات العمرة والحج الأخرى تعمل جاهدا لإيصال الحجاج والمعتمرين للأراضي الحجازية المقدسة ولها جزيل الشكر.
    ولكن البعض يعمل على استغلال ضيوف الرحمن من مواصلات وفنادق وكذب ونفاق وتجارة عبيد لن أطيل عليكم وسأبدأ من حيث بدأت.كانت الرحلة مقررة بذاك اليوم وبشهر رمضان في تمام الساعة التاسعة مساءا ولم أكن أعلم ما هي الأسباب التي جعلت الشركة تبقينا منتظرين لغاية الساعة الواحدة منتصف الليل وبعدها قرر السائق الحركة.قد قام المعتمرين بتوقيع عقدا مع الشركة على تغطية نفقات الإقامة بفنادق خمسة نجوم لا تبعد عن الحرم سوى سبعمائة متر فقط بالإضافة إلى وجبة الفطور ورحلات إلى المزارات في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
    تحرك الباص المخصص لهذه الغاية من منطقة الرابية بعمان العاصمة في تمام الساعة الواحدة منتصف الليل ليتوقف بعد ساعة ولمدة ساعة كاملة أخرى بحجة انتظار نقود ليملأ خزان الوقود وعاد وأستمر بمسيره حتى اليوم الثاني والذي أوصلنا به الحدود السعودية وحيث أن الحافلة شبه الأخيرة بالموسم،فقد غض الأخوة السعوديين الطرف عن تفتيش الأمتعة وأخذت العملية فقط ربع ساعة ومن ثم عاد المعتمرين إلى الباص ليفاجئوا بتوقف محرك الباص والذي توقف وحسب أقوال السائق بأنه شفط هواء وأوساخ وأتربة لعدم ملئ الخزان بالوقود فعندما سأله الركاب عن سبب عدم ملئه بالوقود من عمان أجاب أنه أقل ثمن بالأراضي السعودية هذا العطل أخذ ما يزيد عن خمس ساعات،ولم يتحرك الباص خلالها وبمساعدة من السلطات السعودية تم وضع الركاب المعتمرين بحافلة أخري لتقلهم إلى أقرب نقطة تنتظرهم بها الشركة.لن أطيل عليكم قام الركاب بنقل أمتعتهم من باص إلى آخر ما يزيد عن الأربعة مرات وتصوروا وتخيلوا معي التعب والحر الذي شعروا به في النهاية وجدوا باص الشركة والذي أقلهم إلى المدينة ليفاجئوا مرة أخرى بأن الفنادق التي حجزوها قد تغيرت، ولشدة التعب والإرهاق والحر الشديد قد قبلوا المبيت بفنادق أقل درجة وأسوأ حالا من التعب الذي يشعرون به.
    أمضوا المعتمرين يومين بجوار النبي صلى الله عليه وسلم أنسوهم ما عانوه من نصب واحتيال وتعب،ساعدتهم شكواهم إلى حبيبهم المصطفى في التعافي من عناء السفر والعذاب الذي صنعته شركة السياحة ووضعتهم فيه،وحان الوقت للذهاب إلى المزارات ،والتي قام المرشد بجمع مبلغ آخر لاصطحابهم لهذه المزارات ولا نعلم لماذا يختار المرشد وقت الفطور ليتحرك إلى أي مكان ومن ثم يبرر بضيق الوقت الذي يصنعه ليلغي ويؤخر برنامج الرحلة وبالفعل ذهبوا لمزارين وحرموهم من المزارات الأخرى بحجة ضيق الوقت.
    حان الآن الذهاب إلى مكة المكرمة وقام بتنبيه المعتمرين بأن يجهزوا في تمام الساعة التاسعة صباحا ويا حزركم متى حضرت الحافلة لاصطحابهم،لقد حضرت قبل الإفطار بربع ساعة،ليحرم الناس الصلاة في الحرم،وليتوقفوا على استراحة بعد ساعة والصلاة بعد برهة أخرى.فكان يطلب منا فقط إكرامية للسائق وهي شبه إجبارية ومحرجة نوعا ما
    لم يتوقف عذاب السفر عند هذا،بل تفنن المكتب بعمل أنواع وأنواع من العذاب وذلك ليكسب الحجيج الأجر فبالوصول صباحا إلى مكة المكرمة،تفاجأ المعتمرين،ولا أعرف لماذا لا زالوا يفاجئون.فالوضع العادي هو المفاجئ فبالوصول صباحا إلى مكة المكرمة تفاجئ المعتمرين هذه المرة أيضا بعدم وجود حجز وقام سائق الباص بإلقاء أمتعتنا أمام الفندق أنزل فيه المعتمرين الذين رضوا بالواقع ووافقوا على المكوث بوضع لا أستطيع وصفه حتى،حيث أجلكم الله مواسير الصرف الصحي معطلة والمياه العادمة تملأ المكان والروائح الكريهة،لا يختلف الوضع كثيرا داخل الغرف عما في خارجها فأوساخ المعتمرين الذين خرجوا للتو لا تزال في الغرف،أغطية الأسرة التي لا يوصف لونه ولا رائحته،،، الخ الخ الخ.
    لم يرضى البعض الآخر بهذا الوضع وفاض بهم الكيل،فاتصلوا بوزارة الحج والتي حضرت بالتو،وطرح المعتمرين المشكلة أمامهم،وبدورها أخبرتنا بأنها ليست الأولى التي يعالجوها اليوم من نفس المكتب ومع المعتمرين الأردنيين،فمنذ الصباح الباكر والحافلات الأردنية تنزل أمام هذا الفندق والذي يتغير أسمه بحسب المجموعة القادمة،فمرة س 1،ومرة س2 الخ فلا يقلق المعتمر فجميع أسماء الفنادق الموقع عليها بالعقود تقع في نفس الفندق،سبحان الله.
    الطامة الكبرى التي صعقت المعتمرين،هي ما أخبرتنا به وزارة الحج السعودية والتي أشارت بها أن العقود الموقعة في عمان لا تعني شيئا بالسعودية،حيث أن المكتب يوقع عقود أخرى مع المعتمد السعودي والتي تقضي بوضع المعتمرين خارج مكة مسافة تبعد 12كم،بدرجة حرارة ملتهبة،الله وحده يعلم بها،وخدمات لا أعلم ما سيكون عليه الحال للمعتمرين الآخرين،فقضينا يوما كاملا على الرصيف نهاتف من نعرفهم ومن لا نعرفهم بعمان،وبمكة إلى أن توصلوا بأنه لا أمل باستلام غرفهم المتفق عليها لأنها مؤجرة بمبالغ طائلة للأخوة السعوديين ولمعتمرين أردنيين حجزوا بعد مضي فترة الحجز،خلال هذا اليوم كانت وفود تأتي وتصرخ وتولول تشتكي من المكاتب الأردنية،والتي أعطت صورة قاتمة وأسوأ ما يكون عن المجتمع الأردني والحكومة الأردنية، ووزارة الأوقاف تحديدا لهذا الوضع ،،،،،، مما اضطر وزارة الحج لوضع مندوب دائم عند هذا الفندق ليعالج مشاكل المعتمرين الأردنيين،الذين كانوا يعانون ويباعون ويشترون كما العبيد في بلد هي الأولى التي دعت إلى إزالة تجارة العبيد.فنحن بالأردن الحبيب كنا ولا زلنا الدولة التي كانت تدرب وتعلم كل دول المنطقة النظام والعسكرية والعلم الحديث وأصبحنا وللأسف نباع ونشترى.حسبي الله ونعم الوكيل.
    فكنا رغم كل هذا نشاهد أناس من جميع الأعراق وكان لهذا المنظر الرائع يبعث بالروح البهجة والسرور.لولا شدة التعب والمعاناة.فكانت الرحلة شاقة بمعنى الكلمة وكنا نعتقد بأنها ستكون مريحة وتكلفنا بمبالغ طائلة ولو ذهبنا بالطائرة لكانت أوفر والله.
    في النهاية كان عزائنا الوحيد بأننا بالديار المقدسة نعتمر برمضان ونغتسل من ذنوبنا وتوسلاتنا للمولى عز وجل بأن يلهمنا الصبر والصحة لإتمام هذه الرحلة الروحانية التي لا مثيل لها وهناك تأملات كثيرة لا نستطيع أن نقول عنها إلا أنها معجزات تدل على عظمة هذا الدين .ولكن التأمل العميق يكون في الطريق من مدينة سيدنا رسول الله المنورة ، إلى مدينة البيت الحرام مكة المكرمة ،تمتعنا بمشاهدة الكعبة المشرفة ، وبيت الله الحرام ، وطريقها التي تمتد مئات الكيلو مترات الصعبة المسالك والمداخل والمخارج ، ذات الجبال الشاهقة والتلال السوداء والصخور البركانية والأودية السحيقة وحرارة الطقس،فكنا بمركبة مكيفة ولا نطيق هذا الحر فكيف كان حال المسلمين آن ذاك فالله وحده العالم كم كانت تلك الأيام المنصرمة بقليل من الماء وقليل من الطعام يجتهدون على الطاعة وحب الإسلام بأقدام متيبسة وملتهبة من شدة الحر بخيولهم وجمالهم.
    فكانت العقيدة الراسخة هي سبب من أسباب ارتفاع راية الإسلام ، فمكة المكرمة التي تتجه إليها كل قلوب المؤمنين والمتعبدين والصابرين من شتى بقاع الأرض ، ورؤية المسجد الحرام والوقوف أمام الكعبة المشرفة ، أمنية لكل مسلم ، عندما تتحقق ، يشعر الإنسان بالهدوء والسكينة ، وتختفي الأوجاع والآلام فلم يعد هناك أمراض ولا حتى تفكير بأي نوع من الملذات وصغرت الدنيا بناظري ولم أعد أفكر بشيء سوى مرضاة رب العالمين ،وعندما نطوف ونسعى لأداء المناسك شعرنا بالرهبة والخشوع لقدسية المكان ولما له من رهبة ، فنحن ندوس أرض أكرمها الله ، وشرفها بميلاد أعظم الخلق سيدنا محمد عليه صلاة الله وسلامه ، ومنها انطلق نور الإسلام لينشر الهداية والمحبة والإخاء على أرجاء الأرض . فهي أرض أبو بكر الصديق والفاروق سيدنا عمر بن الخطاب و سيدنا عثمان بن عفان وسيدنا علي كرم الله وجهه ، والعشرة البررة وزوجات الرسول الكريم والمسلمون الأخيار وأرض الشهداء الأبرار.
    وأمهات المؤمنين، وأجلاء الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين من مكة المكرمة ، ذات الطبيعة القاسية ، والجبال السوداء ، غير ذات الزرع ، يقبع بيت الله الحرام بكل عظمة وشموخ وعزة. بين الجبال القاسية والمتعرجة والسوداوية، يطوف به عباد الله كما تطوف الملائكة بعرش الرحمن ، فقضينا بضعة أيام من شهر رمضان ، ورغم حرقة الحر الشديد ، وشمس آب اللهابة إلا أن المشتاقين للرحمة والمغفرة وعفو الله سبحانه وتعالى يناجونه بحرارة ، وكل منهم يحمل بين طوايا النفس حاجة وقضية يبثها لربه ومولاه العظيم بحق بيته العتيق راجيا قضاءها.
    مكة المكرمة التي تجمع كل الألوان والأجناس والألسنة ، فيها خليط عجيب من الناس يجمعنا وإياهم التوحيد ومظلة الإسلام العظيم والقران الكريم، نقول جميعا كلمة الحق السواء ونشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ونتجه في صلاتنا إلى قبلة واحدة ، ونصوم في شهر واحد ، لا تفرقنا الأهواء ، ولا تشتتنا الغايات ، ما دام النص القرآني وسُنة سيدنا المصطفى غايتنا ومنهجنا ، فالعمرة والطواف نبذل فيها الجهد والمال والعرق ، لننال الرضا والمغفرة وحسن الخاتمة ، نذهب ونحن موقنون بالإجابة ، فنحن نسأل الله رب العالمين ونتضرع إليه دون وساطة من أحد مخلصين له الدعاء والدين.اللهم تقبل منا دعائنا وصلاتنا وابتهالاتنا وتوسلاتنا وأنعم علينا بحسن الخاتمة ولا تمتنا إلا ونحن مسلمون.
    والله من وراء القصد.
    أتمنى من وزارة الأوقاف الوقوف عند هذه الظاهرة وخصوصا بأننا مقدمون على موسم الحج ولا أطلب بأن نكون كالقوافل التركية الأنظم بالعالم الإسلامي لا سمح الله ولكن لنكون أكثر مسؤولية ونخاف رب العالمين ولو مرة واحدة.
    والله المستعان والله من وراء القصد.
    وشكرا جزيلا معالي وزير الأوقاف الأكرم لحسن الاستماع.

    هاشم برجاق
    16-9-2010

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 5:37 pm