عندما يتمرد رغيف الخبز
لا أعرف لماذا تذكرت (جان فالي جان) عندما سرق رغيف من الخبز وماذا حل به فقد سجن لأعوام طوال
فكان هذا الشاب يتضور جوعا وخوفا وفقرا فكانت حاجته للأكل فقط وكانت الدنيا غير هذه الدنيا وكان هذا الشاب وحيدا فكيف لو كان عنده تسعة من الأولاد وزوجة وأم لا اعرف ماذا حصل به وقتها.
فكان الاعلان عن قرب ارتفاع سعر هذا الرغيف الحنون الدافئ صدمة وفاجعة لكل أصناف الأكل.
فقد كان مناضلا مع المواطن لقرون خلت ونعيش ونموت طمعا بلقمة الخبز
فقد تمرد قبله الزيت والسمن البلدي وكنا قد غنينا له (هجرتك يمكن أنسى هواك)
وجاء دور اللحمة والدجاج فغطينا أعيننا بالنظارات السوداء وأقنعنا أنفسنا بوجود كليسترول وأمراض مستعصية من جراء التذوق منه
فجاء دور الخضار والفواكة فكذبت كذبة نيسان وقلت لنفسي يا ريت كله داه ما كان ويرحم أيام خضار زمان وفاكهة أيام زمان أيام ما كان الخيار تفوح رائحته طوال اليوم وأيام ما كانت الفواكة تذوقها أشهى وأطيب وخالية من الكيماويات وتدوم لفترة أطول
فهذه الأيام تذبل الخضار والفاكهة قبل أكلها ومع وجود ثلاجة فكيف كان بالسابق كل شيء تبدل.
أما أن يتمرد رغيف الخبز هذه الأيام فهذا عجب العجاب بأن يتمرد هذا الحنون وهذا الصديق الوفي فقد كان بقربنا منذ ولادتنا يحيى الانسان ويموت لأجله فهو قوت الفقير وطبقه اليومي
عتبان عليك يا رغيغفي الحنون وصلت فيك المواصيل أن تتمرد ويصبح سعرك مثل أولاد عمك من الخضار والفواكة ومثل بنت خالك اللحمة البلدية
فكم من (جان فال جان) سيوجد هذه الأيام وكم من جائع يحلم برغيف الخبز
والطريف بموضوع الرغيف وتمرده انصياع بعض أنواع اللحوم والخضار وتعديل سعرها قبل العيد الذي أوشك على الحضور فهل تبقى شيء لملابس العيد أم الباله تنتظرنا وحتى الباله أصبحت تلهب الجيوب
فهذا الشهر الكريم يغنى الأغنياء ويفقر الفقراء
فهل من مهرب... برمضان القادم سأخطط من الان لصوم رمضان السنة القادمة ببلد اخر هربا من الأسعار التي أوجدت لي الأمراض وارتفاع ضغط الدم ومرض القولون العصبي المزمن
وهل نحن باقون على حسن الخلق لما بعد رمضان أم أنها ستزول باخر يوم في رمضان وترجع حليمة لعادتها القديمة ولا نجد من الأشخاص الذين كانوا يقيمون صلواتهم سوى صف واحد وتتراجع الأخلاقيات والعادات الطيبة والكرم الحاتمي سينتهي قريبا وستبحث القطط طويلا لبعض لقيمات الطعام في كل مكان وستسأل عنها حاويات القصابين وأكياس القمامة وستسأل عنها أبو عفاش الغلبان عذرا نزار قباني من قارئة الفنجان.
فهل من بديل لهذا الرغيف العنيد المتمرد على كل الأغاني والكلمات
نعم سأختار له اليوم أغنية لأم كلثوم مطلعها
(عايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان)
وحسبي الله ونعم الوكيل دعوة من مواطن طفران.
هاشم برجاق
خباز الرغيف العنيد
لا أعرف لماذا تذكرت (جان فالي جان) عندما سرق رغيف من الخبز وماذا حل به فقد سجن لأعوام طوال
فكان هذا الشاب يتضور جوعا وخوفا وفقرا فكانت حاجته للأكل فقط وكانت الدنيا غير هذه الدنيا وكان هذا الشاب وحيدا فكيف لو كان عنده تسعة من الأولاد وزوجة وأم لا اعرف ماذا حصل به وقتها.
فكان الاعلان عن قرب ارتفاع سعر هذا الرغيف الحنون الدافئ صدمة وفاجعة لكل أصناف الأكل.
فقد كان مناضلا مع المواطن لقرون خلت ونعيش ونموت طمعا بلقمة الخبز
فقد تمرد قبله الزيت والسمن البلدي وكنا قد غنينا له (هجرتك يمكن أنسى هواك)
وجاء دور اللحمة والدجاج فغطينا أعيننا بالنظارات السوداء وأقنعنا أنفسنا بوجود كليسترول وأمراض مستعصية من جراء التذوق منه
فجاء دور الخضار والفواكة فكذبت كذبة نيسان وقلت لنفسي يا ريت كله داه ما كان ويرحم أيام خضار زمان وفاكهة أيام زمان أيام ما كان الخيار تفوح رائحته طوال اليوم وأيام ما كانت الفواكة تذوقها أشهى وأطيب وخالية من الكيماويات وتدوم لفترة أطول
فهذه الأيام تذبل الخضار والفاكهة قبل أكلها ومع وجود ثلاجة فكيف كان بالسابق كل شيء تبدل.
أما أن يتمرد رغيف الخبز هذه الأيام فهذا عجب العجاب بأن يتمرد هذا الحنون وهذا الصديق الوفي فقد كان بقربنا منذ ولادتنا يحيى الانسان ويموت لأجله فهو قوت الفقير وطبقه اليومي
عتبان عليك يا رغيغفي الحنون وصلت فيك المواصيل أن تتمرد ويصبح سعرك مثل أولاد عمك من الخضار والفواكة ومثل بنت خالك اللحمة البلدية
فكم من (جان فال جان) سيوجد هذه الأيام وكم من جائع يحلم برغيف الخبز
والطريف بموضوع الرغيف وتمرده انصياع بعض أنواع اللحوم والخضار وتعديل سعرها قبل العيد الذي أوشك على الحضور فهل تبقى شيء لملابس العيد أم الباله تنتظرنا وحتى الباله أصبحت تلهب الجيوب
فهذا الشهر الكريم يغنى الأغنياء ويفقر الفقراء
فهل من مهرب... برمضان القادم سأخطط من الان لصوم رمضان السنة القادمة ببلد اخر هربا من الأسعار التي أوجدت لي الأمراض وارتفاع ضغط الدم ومرض القولون العصبي المزمن
وهل نحن باقون على حسن الخلق لما بعد رمضان أم أنها ستزول باخر يوم في رمضان وترجع حليمة لعادتها القديمة ولا نجد من الأشخاص الذين كانوا يقيمون صلواتهم سوى صف واحد وتتراجع الأخلاقيات والعادات الطيبة والكرم الحاتمي سينتهي قريبا وستبحث القطط طويلا لبعض لقيمات الطعام في كل مكان وستسأل عنها حاويات القصابين وأكياس القمامة وستسأل عنها أبو عفاش الغلبان عذرا نزار قباني من قارئة الفنجان.
فهل من بديل لهذا الرغيف العنيد المتمرد على كل الأغاني والكلمات
نعم سأختار له اليوم أغنية لأم كلثوم مطلعها
(عايزنا نرجع زي زمان قول للزمان ارجع يا زمان)
وحسبي الله ونعم الوكيل دعوة من مواطن طفران.
هاشم برجاق
خباز الرغيف العنيد
